كتب معتز صلاح:
استضاف صالون الدكتور صديق عفيفي مساء الاثنين الدكتور علي عبدالنبي نائب مدير المحطات النووية في مصر سابقآ وحاصل على ماجستير ودكتوراه في الطاقة النووية ليتحدث تحت عنوان خواطر حول مستقبل الطاقة في مصر والعالم، في بداية الندوة تحدث الأستاذ الدكتور صديق عفيفي رئيس مؤسسات طيبة التعليمية ورئيس مجلس أمناء جامعة ميريت فرحب بالأستاذ الدكتور علي عبد النبي قائلا: في الحقيقة أننا سعداء جداً لأننا لدينا في مصر شخصية لها وزنها مثل الأستاذ الدكتور علي عبدالنبي مؤكداً أنه له العديد من الخبرات فهو نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقآ ماجستير ودكتوراه في الطاقة النووية كما أنه عمل في هيئة المحطات النووية منذ عام ١٩٧٧ إلى عام ٢٠٠٩ وأشار أن الأستاذ الدكتور علي عبد النبي محاضر في جامعات مصر وشارك في العديد من الندوات والفعاليات ونرحب به في صالون الدكتور صديق عفيفي ، كما رحب الأستاذ الدكتور صديق عفيفي بوجود الشاعرة السورية والعربية الكبيرة خديجة مكحلي كما رحب بالأستاذ الدكتور علاء عثمان أستاذ المحاسبة والدكتورة حنان زكي من قيادات الروتاري كما رحب بجميع الحاضرين من عمداء الكليات وأساتذة الجامعات والإعلاميين والشخصيات العامة والمهتمين بالشأن العام وقيادات أندية الروتاري ..وتحدث عقب ذلك الأستاذ الدكتور علي عبد النبي نائب مدير المحطات النووية سابقآ فقدم شكره وتقديره للأستاذ الدكتور صديق عفيفي على استضافته في الصالون وأكد أنه فخور أن يحضر إلى هذا الصرح العلمي العظيم أكاديمية طيبة وأشار إلى أنواع متعددة من الطاقة ومنها الطاقة الشمسية مشيرا إلى أننا نحصل على هذا النوع من الطاقة إما في ألواح شمسية أو في مرايات تكون من أشباه الموصلات يصدر عنها تيار وأشار إلى أنه من الطاقة الشمسية أننا نقوم بالتجميع ونركب ألواح طاقة شمسية لدينا في مصر لكننا لا نصنع الخلايا الشمسية، وأضاف أن لدينا الرملة البيضاء والتي نصدرها خام والمفروض أن نصنعها في مصر وأشار إلى أن الصين أكبر دولة تنتج ألواح الطاقة الشمسية، وأكد أن الجزء الثاني من الطاقة الشمسية هو الجزء الحراري ونحصل عليها من المرايات ومن أحسن دول العالم في إنتاج المرايات ألمانيا وبلجيكا وتستخدم هذه المرايات في أن الطاقة التي تأتي من الشمس نركزها في مرايات وأشار إلى أن مصر لديها محطة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم ولدينا أيضاً محطة للطاقة الشمسية الحرارية في الكريمات وقال أن أول دولة في العالم أنشأت محطة للطاقة الشمسية هي مصر عام ١٩١٣ على يد مهندس أمريكي كان يعيش في منطقة المعادي بمصر لتصبح مصر أول دولة في العالم تستخدم الطاقة الشمسية، وأشار الدكتور علي عبد النبي أيضا إلى أن هناك طاقة الرياح وأن مصر لديها مزارع لطاقة الرياح في الزعفرانة ورأس غالب وغيرها، وأشار أيضا أننا نقوم بتوليد الطاقة من السد العالي وقال إننا نعلم جميعا أن مصر بصدد إنشاء محطة طاقة نووية بالتعاون مع روسيا في منطقة الضبعة .وأشار أيضا إلى الغاز وقال إن لدينا غاز نقوم بتصديره بعد أن قامت مصر بأمور سياسية استطاعت من خلالها ترسيم الحدود البحرية وبدأنا نعمل في العمق وجاءت الشركات الكبرى وعملت في هذا الأمر وفي عام ٢٠١٨ ظهرت أول طفرة حدثت من حقل زهر والآن عندنا اكتفاء ذاتي من الغاز ونقوم بتصديره، وقال أنه بالنسبة للفحم فإن حقل المغارة تم صرف عدة مليارات عليه ولا يوجد فيه فحم وأيضا مشروع الحمراوين توقف وأما بالنسبة للبترول فإن مصر ليس لديها ما يكفي من البترول لأننا نستورد بترولا ومشتقاته بحوالي عشرة مليارات دولار سنوياً، وأشار إلى أن مصر بدأت تنقيب بعد أن قامت بتقسيم الحدود مع السعودية في البحر الأحمر و بدأت شركات تبحث عن البترول في المنطقة الاقتصادية في البحر الأحمر ومن المتوقع أن يكون هناك بترولا ونصبح مثل الغاز لدينا فائض من البترول نقوم بتصديره وقال: أن الصراع قديما كان على الطعام والشراب لكن تطور وأصبح الصراع على الطاقة. وأكد الدكتور علي عبدالنبي أن المفاعل النووي المصري في منطقة الضبعة أمر هام وحيوي وأنه سوف يستخدم اليورانيوم المخصب من اثنين إلى أربعة في المائة وهذا ٱمن، وأشار إلى أن مصر تستخدم بالفعل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لكن المشكلة في تلك الطاقة أنها متقطعة بمعنى أنه إذا لم توجد شمس لن توجد طاقة وإذا لم توجد رياح لا توجد طاقة وأيضا لاتصلح لاستخدامات المصانع التي تحتاج إلى كميات كبيرة وأضاف أن مصر تفكر في تخزين تلك الطاقة في جبل عتاقة مشيرا إلى أن الطاقة التي تصل إلى المصانع تحصل على الطاقة خلال الغاز وأن ستين في المائة من غاز مصر يذهب إلى الكهرباء لذلك فالمحطات النووية سوف تعوض ذلك وهي بديل للغاز، ويمكن في هذه الحالة أن نستفيد من الغاز بشكل أكبر في البتروكيماويات وغيرها وهذا أفضل اقتصاديا وقال: إن المحطات التي تعمل بالغاز تكلف حوالي ٣٠٠ مليون دولار لتنتج مائة وعشرين ميجا وات، أما المحطة التي تعمل بالطاقه النووية فتكلف ستين مليون دولار مما يعني توفير ٢٤٠ مليون دولار، وقال أن المحطة النووية في الضبعة ستكون آمنة وأن ما حدث في بعض المفاعلات مثل مفاعل تشيرنوبل تم الاستفادة منه ولن يتكرر مثل هذا الأمر لأنه حدثت الاستفادة وحدثت خبرات متراكمة من هذا الأمر وأن هذا كان في الجيل الثاني من المحطات، وأشار إلى أن هناك إحصائية حول استهلاك المصادر الأحفورية في العالم فقال إن العالم يستخدم يوميا من خمسة وثمانين إلى مائة مليون برميل بترول يوميا ويستخدم ٣٧٠ مليار قدم مكعب يومياً من الغاز وأربعة وعشرين مليون طن فحم في اليوم، وقال إن الصين هي أكبر مستخدم للفحم في العالم لذلك أكبر كمية تلوث في العالم هي في الصين، ومؤتمر جلاسكو للمناخ قال إننا لانريد أن تزيد درجة الحرارة عن واحد ونص في المائة، لكن الصين تقول يمكن أن تزيد الحرارة اثنين في المائة لأن في الصين يفرق ذلك كثيراً من الناحية الاقتصادية وقال: إن الغاز والبترول والفحم يساهمون بستين في المائة في توليد الطاقة العالمية وأن هناك خطة عالمية أن يكون عام ٢٠٥٠ هناك زيرو كربون لأنه للأسف في عام ٢٠٢١ وصل إلى ستة وثلاثين مليار طن انبعاثات حرارية ولو استمر الأمر كذلك من المنتظر مع نهاية هذا القرن أن تزيد درجة حرارة الكون أربع درجات.
وعقب ذلك بدأت المدخلات وأجاب الدكتور علي عبد النبي على عدة أسئلة حول لماذا تصدر مصر الرمال البيضاء خام؟ وأيضا ما مدى أمان محطة الضبعة؟ وما أهمية إنشاء محطة طاقة نووية في مصر؟
وقال أحد الحاضرين أنه ثار جدل حول مفاعل الضبعة وأن هناك علماء اعترضوا على أن الاتفاق مع روسيا، وأنها ليست هي الخيار الأمثل وأن أوروبا تتخلص من المفاعلات النووية ومنها ألمانيا وغيرها وأن المغرب لديها أكبر محطة للطاقة الشمسية تمولها فرنسا.
وأكد الدكتور علي عبدالنبي ردا على تلك الأسئلة أن المغرب بالفعل اشتغلت في الطاقة الحرارية ولديها محطتين في هذا الأمر لكن مصر لديها محطة في الكريمات طاقتها عشرين ميجاوات لكن مثل هذه المحطات تكلفتها أعلى وأشار إلى أن مسألة أن ألمانيا قررت التخلص من المحطات النووية فإن هذا الأمر غير صحيح وأن ألمانيا تعتمد بنسبة أحد عشر في المائة من الطاقة لديها على المحطات النووية، وأضاف أن مشكلة ألمانيا مع الطاقة النووية هي مشكلة سياسية حيث أن حزب الخضر يعترض على استخدام هذه الطاقة وقال أيضا أنه حتى الرئيس ماكرون رئيس فرنسا قال أنه طلب خطة للاعتماد على الطاقة الشمسية بدلاً من النووية لكن عندما جاءته الخطة وجد أن تخزين الطاقة الشمسية مكلف جدا وكان لديه الشجاعة فقال أنه سيستمر في استخدام الطاقة النووية وحدث ذلك أيضا بالنسبة لتركيا.
وبخصوص الأمان في محطة الضبعة النووية المزمع إنشاؤها قال الدكتور علي عبدالنبي أن الجيل الثاني من المفاعلات هو الذي حدثت به بعض المشاكل البسيطة لكن حدث بعد ذلك تطوير وخبرات شكلتها الحوادث وأصبح هناك أمان نووي كامل خاصة في الجيل الثالث الذي استفاد من تجربة تشيرنوبل ولذلك الجيل الثالث أمن وأن روسيا متميزة ولا غبار عليها في هذا الأمر، وكشف الدكتور علي عبدالنبي أنه يعمل منذ عام 1977 في المحطات النووية حتى عام 2009 وأشار إلى أنه تم تحديد عدة مواقع لإنشاء المحطة النووية كانت في البداية في الزعفرانه ثم تم اختيار موقع في سيدي كرير وموقع في برج العرب وأخيراً تم الاستقرار على الضبعة نظرا لعوامل عديدة منها قربها من الماء وأنها بعيدة عن المناطق الزلزالية وأنها في مكان مفتوح بعيدا عن الفالق الجيولوجي على الأقل بثمانية كيلو مترات وأشار أنه تم رفض انشاؤها عند بحيرة قارون وتم اختيار الضبعة وهذا اختيار ٱمن بالفعل لأنه تم الابتعاد عن منطقة الزعفرانة خاصة أنها عند البحر الأحمر وهي منطقة زلزالية ….
عقب ذلك أعلن الأستاذ الدكتور صديق عفيفي عن فقرة فنية مع الموسيقار الدكتور مصطفى أحمد الذي قام بأداء العديد من الأغاني لسيد درويش وأغنية رمضان جانا وغيرها من الأغاني القديمة التي نالت إعجاب الحاضرين ثم ألقت الشاعرة السورية خديجة مكحلي قصيدة عن (حواء) وعقب ذلك ألقت الشاعرة منى عوض قصيدة (أنت عنواني) ثم واصل الأستاذ الدكتور علي عبدالنبي رده على العديد من الأسئلة التي طرحت عليه فقال: أنه في عام 2035 سيكون 42% من طاقتنا طاقة متجددة وستكون الطاقة النووية تمثل 20% من استخدامنا وقال إن مشروع الضبعة هو مشروع كبير وهي أول محطة من نوعها في مصر ويمكن أن تقوم مصر بإنشاء العديد من المحطات وحتى قد تصل إلى عشرين محطة فيما بعد، وطرح الأستاذ الدكتور أحمد صديق مستشار الأكاديمية مسألة التخوفات من المفاعلات النووية وما يتردد عن سلبياتها مؤكدا أن مفاعل الضبعة إيجابياته أكبر بالنسبة لوضع الطاقة العالمية ولذلك فهو ضرورة وليس عندنا حرية الإختيار. وفي تعقيبه على المداخلات قال الدكتور علي عبد النبي أن مسألة تسرب مواد إشعاعية كلام غير صحيح تماما، وأن هناك أمانا كاملا في المفاعلات وأن محطة النووية في الضبعة ستكون آمنة تماما. وقد طمأن الأستاذ الدكتور علي عبدالنبي جميع الحاضرين أن استخدام الطاقة النووية في الضبعة أمر مهم جدا ومفيد لمصر وسوف ينوع من مصادر الطاقة ويقلل من استخدام الغاز وأن المحطة ٱمنه تماما ولا مخاوف أبدا من وجود أي تسرب إشعاعي أو غير ذلك، وقال: أن الذين يقومون بالعمل في تلك المحطات يحصلون على تراخيص وتجدد تلك التراخيص كل فترة.
وفي نهاية الصالون قام الأستاذ الدكتور صديق عفيفي بتقديم الشكر والتقدير إلى الأستاذ الدكتور علي عبدالنبي نظرا لهذه المحاضرة القيمة ورده على جميع الأسئلة والمداخلات كما قدم الأستاذ الدكتور محمد البنا مدير الصالون الشكر والتقدير إلى الأستاذ الدكتور علي عبد النبي على محاضرته القيمة وقام الدكتور صديق عفيفي بإهدائه شهادة تقدير ثم التقط الجميع الصور التذكارية لينتهي الصالون .