من تامر إلى ميلينا ..مي..(م)
أنت تعرفين الشغفَ بالكتابةِ أن نُجرِّبَ نصًًا كهذا غير آبهين بِجُثَّةِ ناقدٍ كلاسيكي تعفَّنت من مائةِ عام وهو يقول: “نثرٌ فني جميل”
٠٠٠
عزيزتي (م)
أنتِ امرأةٌ مجنونةٌ حقًّا
لا شيء يدعو للضحكِ حين تلتقطين صورةً شعريّةً من نزيفٍ داخلي!
مجنونة بتعريّةِ الحقيقَةِ دون أن تُضمِّدي جُرحَها
“الشُّعراءُ كُلّهم مجانين بأيّ حال”
هذه عبارةٌ لن يُخبرَكِ أحدٌ بها لانَّكِ جميلة؛
أنا لستُ جميلًا
لِذا يُخبرُني الجميعُ أنّني مجنون…
ولم يُخبرْني أحد أنَّني شاعر!
٠٠٠
من تامر إلى (م)…
أكتبُ إليكِ فلا شيءَ نملِكُه سوى الكتابةِ والهزائم
يُمكنُ القول على سبيلِ المَجَازِ :
(رجلٌ يكتبُ رسالةً من قَبرِهِ لامرأةٍ
لم تَعُدْ من المَوتِ بعد)
تامر هو اسم لا يصلح لرسالةٍ رومانسيّة
– البنات يُحبِّون دائمًا من اسمهُ أحمد –
لذا لا أصلح بطلًا لفيلمٍ كلاسيكي
تناديني فيه: أحمااااد.
فأصيحُ: مُنااااا
٠٠٠
مِنِّي..إليكِ
رُبما لا أذكرُ السببَ الذي دفعني لأكتُبَ لكِ الآن قبل أن ترتفعَ أسعارُ الوَرَقِ مُجدّدًا ويتوقَّفَ الناسُ عن القراءةِ
رُبَّما أردتُ أن أُلقيَ حَجَرًا في قلبِكِ الراكدِ
أو أترُكَ تلكَ الرسالةِ مائةَ عامٍ
ليقرأها أحدُهم ويقول:
“نَثرٌ فنّي رديء”