أكد الدكتور/ حاتم الجوهري رئيس مؤتمر “المشترك الثقافي بين مصر واليمن..رؤى جديدة للمتون العربية” وأستاذ النقد والدراسات الثقافية المشرف على المركز العلمي للترجمة بهيئة الكتاب، والسفير / محمد الهيصمي مندوب اليمن الدائم لدى جامعة الدول العربية ونائب السفير اليمني بالقاهرة، على عمق العلاقات المصرية اليمنية وأهميتها الاستراتيجية بالنسبة للبلدين، وضرورة دعمها بكل السبل بما يحقق صالح البلدين ويخدم الأمن الأقومي العربي في لحظة تاريخية فارقة وشديدة التدافعات.
استلهام التضامن العربي ورسالة ذات دلالة
وكان ذلك في الليلة المصرية اليمنية التي عقدت يوم الخميس الماضي في الذكرى الـ 49 لانتصار حرب أكتوبر، وفي سياق “السمينار التعريفي” بمشروع الدراسات الثقافية العربية المقارنة، و”المائدة المستديرة” للعلاقات المصرية اليمنية التي عقدت في المناسبة ذاتها، إذ كان اختيار اليوم دلالة مصرية يمنية رائعة في التأكيد على الأمل والقدرة على النهوض من الرماد كطائر الفينق الأسطوري، الذي يشبه الأساطير الحضارية القديمة في البلدين العريقين، وأن التضحيات الغالية لا تذهب سدى أبدا.
صرخة مصرية من ميدان الشهداء اليمني
حيث أكد السفير الهيصمي على أن اليمن مازال يذكر جملة جمال عبد الناصر الشهيرة التي أطلقها من ميدان الشهداء في مدينة تعز عاصمة اليمن الثقافية عندما وقف قائلا: “إن على الاستعمار البريطاني أن يحمل عصاه على كاهله ويرحل، وإلا فليدافع عن وجوده”… واتسم حديث الهيصمي بالحنين والذكريات عن العلاقة الخاصة جدا بين مصر واليمن، والدور المصري التاريخي الذي بادرت به في دعم مسيرة التحديث الذاتي، ودعم مسيرة التحرر اليمني الموضوعي في مواجهة قوى الاستعمار البريطانية.
الاستثمار في الجغرافيا الثقافية/ الطبيعية/ السياسية
وقال الجوهري بدوره إن الجغرافيا الثقافية هي استثمار هائل وعلى قدر الجهد يأتي الحصاد، إذ يمكن أن تحقق الجغرافيا الثقافية لـ”المشترك العربي” قوة ناعمة فيما بين الدول العربية، تنتقل فيما بعد لـالجغرافيا الطبيعية” وتكامل الموارد بين البلدان العربية والتعاون الاقتصادي والتجاري، وصولا لـ”الجغرافيا السياسية” والتأكيد على وجود العرب كجماعة بشرية تملك من مقومات التآلف والوحدة ما يجعلها تعمل مع أجل ذلك على مستوى الشعوب وعلى مستوى الدول.. مستطردا أن مصر تدعم الشعب اليمني وتدعم مؤسساته، ويمكن لليمن أن يدعم الحق العربي في مياه النيل من خلال قواه الناعمة التاريخية الحاضرة والكامنة في القرن الأفريقي.
مارم رئيسا شرفيا للمؤتمر
والجدير بالذكر أن الفعالية تأتي في سياق التحضير لانعقاد مؤتمر “المشترك الثقافي بين مصر واليمن.. رؤى جديدة للمتون العربية”، والمقرر في العشرين من شهر ديسمبر المقبل 2022م ، والذي يقام بالشراكة بين السفارة اليمنية ومعهد الدرسات والبحوث العربية التابع لجامعة الدول العربية، ومشروع المشترك الثقافي العربي (الدراسات الثقافية العربية المقارنة)، مع الإشارة إلى المؤتمر يأتي تحت الرئاسة الشرفية للسفير اليمني بالقاهرة الدكتور/ محمد علي مارم عميد السلك الدبلوماسي العربي بمصر، وأن رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر هو الدكتور / قاسم المحبشي أستاذ فلسفة الحضارة بجامعة عدن.
مجالا بحثيا جديدا
وقد شملت المائدة المستديرة مداخلات عدة من الجانبين، ضمن من مصر كل من: الدكتورة/ أريج البدراوي زهران، أ. عاطف عبد الغني، د. أحمد سعد، وضمت من اليمن كل من: د. بلقيس أبوإصبع، د. أحمد سليمان، أ. محمد سبأ.. حيث اتسمت المداخلات بالتنوع والرحابة في التناول لآفاق العلاقت المشتركة بين مصر واليمن، والتأكيد على أهمية المؤتمر وقوة فكرته عن المشترك الثقافي العربي، والمجال البحثي والعلمي الجديد الذي يطرحه تحت اسم: “الدراسات الثقافية العربية المقارنة”.