*الإعلانات وتأثيرها*
الإعلان حسب المفهوم التسويقى هو جميع الجهود الإعلاميه التى تغرى المستخدم على شراء سلعه أو خدمه ما وهو وسيله للتعريف بسلعه أو خدمه بهدف البيع أو الشراء ووظيفة الإعلان هو جذب إنتباه المستهلك وإثارة إهتمام الجمهور المستهدف وخلق رغبه لدى المستهلك لامتلاك المنتج المعروض وإقناع المستهلك بشراء السلعه أو الخدمه وتوجيه المستهلك إلى مكان شراء ذلك المنتج.
دائما مايهدف المعلن إلى التحكم فى عقل المستهلك وتحفيزه على اتخاذ قرار الشراء النهائى حيث تتمثل المهمه الأساسيه للمعلن فى الوصول للعملاء المحتملين والتأثير على وعيهم ومواقفهم وسلوكهم الشرائى من خلال تلك الإعلانات ولكن هل هذا الإعلان المعروض يستهدف أى فئه من البشر؟ الأغنياء أم الفقراء أم كليهما أم طبقه معينه أخرى والسؤال المُلِح من هو الغنى ومن هو الفقير الأن..؟ والملاحظ خلال شهر الصيام والقران والعبادات أن الإعلانات التى تطل على المشاهد والمتابع والقارئ والمستمع على مدار الساعه تعلن عن التبرع للمستشفيات التى تعالج الغلابه ومن يتبرع لها هم أنفسهم الغلابه وهم تقريبا ٩٩% من الناس وهم المزكون والمتبرعون لأن الأغنياء لو تبرعوا واخرجوا زكاتهم ماكان للإعلانات مكان بيننا بهذه الطريقه الفجه والجزء الاخر من الإعلانات تعلن عن الفلل والشاليهات والشقق بملايين الملايين مستخدمين مشاهير القوم من الفنانين ولاعبى كرة القدم المحبوبين لدى الناس للتأثير طبعا على المتابع ولكن تأثير تلك الإعلانات النفسى السئ أقوى بكثير من تأثيرها الإيجابى وتترك لدى أغلبية المتابعين مشاعر الغضب والإحساس بالبؤس لأن الغالبيه العظمى تشاهد وتتحسر على حالها ولا تستيطع شراء شبرا فى واحدا من تلك الإعلانات وبذلك باتت تلك الإعلانات سببا من أسباب الإكتئاب النفسى المجتمعى الذى يحتاج لعلاجه العيادات النفسيه وايضا حطمت العلاقات الزوجيه لأن أحد أهدافها إقناع الزوجه بأن الأجهزه والأدوات التى تستخدمها فى بيتها ومطبخها تحتاج للتغيير وبذلك تفتح مجال واسع للمشاجرات أمام الزوجين وكذلك البنات والشباب المقبلين على الزواج لشراء الاجهزه وتغيير الموبايل الأكثر حداثه.
تلك الإعلانات ضخمت الإحساس بالدونيه لدى الكثيرين وأججت مشاعر الغضب والتذمر وقضت على فضيلة الرضا والقناعه وتحول البيوت معها إلى ساحات حرب فالزوج ليس لديه قدره ماليه وذو إمكانات محدوده سواء لزوجته او لتجهيز إبنته ولا قبل له أو غيره من عامة الشعب بتلك الإعلانات والقائمون عليها يحرصصون على ان تضم أكثر النساء جمالا واكثر الرجال وسامة مع مايوحى بالرفاهيه والسعاده مما يجعل المشاهد والمتابع تسيطر عليه حالات البؤس والتعاسه لأنه كثيرا مايقارن حاله بما هو معلن امامه، ناهيك عن إعلانات تغيير الشكل والجسم كل يوم لدى عيادات التجميل والذى يراه الجميع على الأشخاص المعلنين مما أصاب الجميع بهوس تجميل الشكل والذى أصاب الشباب قبل المسنين حتى أصبح الجميع فى حاجه إلى عيادة دكتور نفسى من هوس الإعلانات وتاثيرها السلبى.