أكد عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، هيمن هورامي على أهمية الوحدة الوطنية والتعايش السلمي بين مكونات شعب كردستان.
جاء ذلك في كلمةٍ له خلال مراسم يوم الصلاة الوطني التي انطلقت صباح اليوم الأربعاء في أربيل تحت شعار (نحو الوحدة في الإيمان)، بحضور الزعيم الكردي مسعود بارزاني وكبار المسؤولين وقادةِ العراق وإقليم كردستان والعالم، وبرلماني العالم وممثلي الحكومات في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط.
وقال هورامي إن إحياء مراسم هذه المناسبة “يعكس التزام جميع الأطراف في كردستان بالسلام والاحترام المتبادل، ويؤكد أن هذا اليوم ليس مجرد احتفال تقليدي، بل هو رسالة قوية عن موقف إقليم كردستان في تعزيز قيم التفاهم والعيش المشترك”، ومن الضروري أن نكسر الحواجز الثقافية والدينية بين جميع مكونات المجتمع، لأن ذلك يمثل أساسًا قويًا للتعايش والتعاون.
وتابع: على الرغم من اختلافاتنا، لدينا القدرة على توحيد قوتنا والعمل معًا من دون خوف، مستندين إلى احترام وتقدير الآخر.
وأشار هورامي إلى هذا اليوم “يعد فخراً بالنسبة لنا، وهو يوم يعكس وحدتنا وقيمنا المشتركة. نحن هنا اليوم، في أرض السلام والتعايش، لنعبر عن تضامننا وإصرارنا على تعزيز الديمقراطية وسيادة القانون في الإقليم”. كما أشار إلى أن الطقوس الدينية في كردستان، سواء في المساجد أو الكنائس، “تشهد على الالتزام المشترك في تعزيز قيم الاحترام والتعاون بين جميع الأديان والمذاهب في كردستان.
وفي ختام كلمته، قال هورامي: على مر تاريخنا، قدمنا تضحيات كبيرة لتحقيق أهدافنا. واليوم، نحن نخرج بقوة متحدة، وسوف نعتمد على ما أنجزناه من أجل بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وأعرب الكاردينال لويس رافائيل ساكو عن بالغ شكره لقيادة إقليم كردستان على تنظيم يوم الصلاة الوطني، وقال ساكو “نشكر إقليم كردستان لرؤيته الحكيمة في تجسيد الديمقراطية والسلطة والحكم المدني واحترام القيم والقومية والتعايش المشترك، وكذلك لمسؤولي حكومة الإقليم الذين كانوا دائماً مع جوهر الأحداث المؤلمة”. لا يمكننا أن ننسى أن إقليم كردستان احتضن آلاف النازحين المسيحيين، كما أن المنطقة تعاني الآن من حرب وصراعات شديدة، مما يتسبب في الموت والدمار. هذا يشبه إلى حد بعيد مشاهدة غزة، حيث تؤدي هذه النوعية من الأحداث إلى تفاقم الانقسامات، وتزيد من تفشي الحقد بين القوى المختلفة، وتؤثر سلباً على استقرار المنطقة.
وقال رئيس اتحاد علماء الدين الإسلامي في كردستان عبد الله ويسي، إنه “من الضروري أن ندعو الله أن يحمي كردستان، ومن واجبنا جميعاً أن نعمل من أجل التعايش في إقليم كردستان والعالم”. هذا التعايش في الإقليم هو المثال الوحيد في الشرق الأوسط والعالم، لأن ما أظهره الكرد للعالم من التعايش والقبول المتبادل والسلام لم يحدث في أي مكان.
وقال ويسي: لم يسجل في تاريخ المسلمين والمنطقة، أي حالة إغلاق أبواب المساجد لإيواء غير المسلمين. عندما فر الإيزيديون والمسيحيون من أيدي داعش ولجؤوا إلى إقليم كردستان أغلقت عدد من المساجد في محافظة دهوك وإدارتي زاخو وسوران المستقلتين لتصبح ملاذاً لهم، وهو ما لم يحدث في التاريخ إلا في كردستان.
وتابع: في كثير من البلدان، يُعدّ التعايش مجرد شعار، أما في كوردستان فهو واقعٌ وممارسة، فعندما هرب المسيحيون من وسط العراق وجنوبه عام 2012، تظاهر عدد من علماء الدين الإسلامي أمام مقر الأمم المتحدة للمطالبة بحقوق هؤلاء.
وأكد رئيس اتحاد علماء الدين الإسلامي في كردستان أن دعم علماء الدين ورسالة الإسلام هو الذي جعل البيشمركة يضحون بأنفسهم من أجل قيم التعايش، وأن كان كل ذلك بتأثير من شيوخ بارزاني، بدءاً من الشيخ عبد السلام بارزاني، والشيخ أحمد بارزاني، وانتهاءً بالملا مصطفى بارزاني، إلى مسعود بارزاني.
وأكد وزير النقل والاتصالات في حكومة إقليم كردستان، آنو جوهر، أن الإقليم يمثّل أنموذجًا فريدًا في التعايش السلمي بين مختلف المكوّنات والأديان، رغم ما يشهده العالم من اضطرابات ومخاطر متزايدة.
أشار جوهر، وهو من المكوّن المسيحي، خلال كلمته إلى أن “إقامة هذا الطقس المقدّس في كوردستان، بلا خوف، في وقت يعاني فيه العالم من القلق والاضطراب، يعكس عمق التعايش السلمي في الإقليم، ويمثّل مصدر فخر لجميع أتباع الديانات الذين يمارسون شعائرهم بحرية وأمان.”
وتطرق الوزير إلى فترة الحرب ضد تنظيم داعش، مشيرًا إلى الدور المحوري الذي لعبه الرئيس مسعود بارزاني، وقال: في خضم المعركة ضد داعش، شدّد بارزاني على وحدة الصف والتعايش المشترك، وأكد أن ’إما أن نعيش معًا أو نموت معًا‘. لم يكن ذلك مجرد شعار، بل كان عهدًا صادقًا للتضحية والتلاحم من أجل الحاضر والمستقبل.”
وأوضح جوهر أن بارزاني، ومن خلال قيادة حكيمة، أشرف على عمليات قوات البيشمركة في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، بهدف حماية جميع مكوّنات الإقليم، من مسلمين ومسيحيين وإيزيديين وأتباع ديانات أخرى.
أضاف: للأسف، سقط المئات من شهداء البيشمركة خلال تلك المعارك، وأُصيب العديد منهم بجراح، في تضحيات تُعدّ أقدس ما يمكن تقديمه من أجل الوطن. واختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أن “العلاقات التاريخية بين الكرد وباقي المكوّنات الدينية والقومية قائمة على أسس راسخة من الأخوّة والشراكة الوطنية، رغم الاختلافات في الدين واللغة والثقافة، إذ ظل الجميع، تحت راية الوطن، شركاء في الأفراح والمحن”.
